الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

المياه المعبأة المتنوعة : مصادرها ومحتوياتها

يفضل البعض شرب المياه المعبأة لأسباب عديدة منها طعم المواد الكيميائية المضافة إلى مياه الصنبور وخصوصاً الكلور المستعمل للتنقية· ففي فرنسا يمتنع 39% من السكان عن شرب مياه الحنفية بسبب طعمها، في مقابل 7% في الولايات المتحدة، أما في دول الخليج العربية فكثيرون لا يستسيغون مياه الشرب التي تنتجها محطات التحلية· هذا ويرجع ارتفاع حجم الاستهلاك الخليجي من المياه المعبأة إلى 4 عوامل هي : طبيعة المناخ، وارتفاع درجات الحرارة، وعدم توافر المياه في كل المناطق بسبب التطور العمراني السريع، وارتفاع مستوى الدخل بالمقارنة مع دول العالم. وتمثل المياه المعبأة القطاع الأسرع نمواً في السوق العالمية للمشروبات، لكن على رغم ما يقال عن فوائدها الصحية، فهي باهظة الثمن قياساً بمياه الشرب المنزلية التي لا تقل جودة عنها في كثير من الحالات، كما أن لها انعكاسات بيئية خطيرة· وعليه نشرت مجلة Natural Life في عدد مارس – أبريل 2007م، تقريراً حول الجدل الدائر عالمياً بشأن المياه الصالحة للشرب، وهل الأفضل أن يُعتمد على مياه الصنبور، أم يُلجأ لشراء المياه المعبأة في قناني، والتي يطلق عليها أحياناً المياه الطبيعية أو المعدنية. المجلة قالت إن الفرد ينبغي عليه أن يشرب ثمانية أكواب يومياً من المياه النظيفة، بغض النظر عن مصدر هذه المياه، مشيرة إلى أن شركات تعبئة المياه تحاول بشتى الوسائل إقناع المستهلك بأن المياه المعبأة في قناني هي الأفضل من ناحية البيئة والصحة العامة، وهو الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع نسبة الاستهلاك العالمي من المياه المعبأة. لكن الحقيقة كما يؤكدها التقرير، هي أن المياه المعبأة تكون أفضل فقط في حالات تلوث مياه الشرب، وعدم التيقن من معالجتها بصورة آمنة. لقد أجريت العديد من الدراسات في جامعات أوربا والولايات المتحدة على المياه المعبأة في قناني، منها دراسة بجامعة شيكاغو، اعتمدت على عينة تضم 1000 قنينة من 103 أنواع تباع في السوق الأمريكية، وخلصت هذه الدراسة إلى أن نسبة لا تقل عن ثلث قناني المياه المتداولة بالأسواق غير صالحة للشرب لوجود مركبات زرنيخية ومواد مسرطنة بها فضلاً عن ارتفاع كبير في نسب الأملاح عن المعايير الدولية. دراسة أخرى في جامعة جنيف توصلت إلى نتيجة مقاربة، عندما وجدت أن نصف العينات التي تم تحليلها من قناني المياه المعبأة غير مطابقة للمعايير والمواصفات، وأن النصف الباقي لا يختلف عن مياه الصنبور سوى في نسب المعادن والأملاح الذائبة. وقالت الدراسة إن أضرار هذه الأملاح تفوق فوائدها لصحة الإنسان. التقرير أشار إلى قيام بعض الدول بفرض رقابة صارمة على إنتاج وتداول المياه المعبأة في قناني مثل كندا، حيث تقوم وكالة التفتيش على المواد الغذائية بعمليات فحص وتحليل لعينات من كافة أنواع المياه المتداولة بالأسواق، سواء كانت منتجة محلياً أو مستوردة للتأكد من خلوها من أية ملوثات جرثومية أو كيماوية، وكذا من مطابقة نسب المعادن والأملاح للمواصفات القياسية. كما تقوم منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية بنفس الدور تقريباً، ولكن هذه المنظمة تسمح أحياناً لبعض الشركات بطرح مياه معبأة دون توضيح مصدرها، وتكتفي بالتأكد من معالجتها جيداً وصلاحيتها للشرب. وفيما يتعلق بطرق تعبئة ومعالجة مياه الشرب، فإنها تختلف من دولة لأخرى ومن شركة لأخرى، فهناك المياه المعدنية، وهي مياه جوفية يتم سحبها بطرق فنية وتحتوي على نسب ثابتة من المعادن والعناصر النادرة، وهناك مياه الينابيع المعبأة، وهي أيضاً مياه جوفية محمية من التلوث، يتم معالجتها عند الضرورة بعد سحبها من الينابيع. وهناك أيضاً المياه التي تعالج طبيعياً وكيميائياً لإزالة بعض العناصر والمواد العالقة، وتعالج بطرق مثل التقطير، والتناضح العكسي، وإزالة التأين، وتؤخذ هذه المياه من الأنهار أو البحيرات أو الينابيع.

ليست هناك تعليقات: